ما عاف وحيك محرابي و لا عودي
|
ذكرا بفرضي و شدوا في أغاريدي
|
سجية في علي أن موقعه
|
من الشعور حضور غير مفقود
|
يممته أجتليه فانتهيت الى
|
طلع من النجم في معناه منضود
|
يا من إذا شذ ذهن عنه نبهه
|
و مض فبدل من نفي لتأكيد
|
و صوت الفكر و الإبداع يوقظه
|
و رب ذهن عن الابداع مسدود
|
فكيف عاطشة الأذهان
|
تعرض عن مصرد يرفد الأذهان بالجود
|
و مبدع مر بالدنيا فأنقها
|
من سحره بكمال غير معهود
|
عزيمة كالحسام العضب ماضية
|
و معيعة كدلال الخرد الغيد
|
و طلعة لم تزل للآن ناضرة
|
و جبهة الدهر ملأى بالتجاعيد
|
وحالة تاقت الدنيا و ما و عدت
|
بمثلها رغم آلاف المواعيد
|
مر الخلود عليها فاستجار بها
|
من الفناء فمنته بتخليد
|
مولاي هل تذكر الدنيا طلوعك
|
و الأيام غارقة في الحلك السود
|
و البيت و الكعبة الغراء مثقلة
|
بواقع للهوى و الجهل مشدود
|
حتى أفاض بها النعمى و أكرمها
|
رب السماء و أعلاها بمولود
|
فحط أصنامها عنها و قام بها
|
عن التردي بأوحال التقاليد
|
و عندها قامت الظلماء عن قمر
|
و بدل الشرك في الدنيا بتوحيد
|
و كان و البيد في صمت يمزقها
|
أن جئت أروع لحن مر في البيد
|
لحن أطل على الدنيا فأطربها
|
و ما يزال يناغيها بترديد |
و ما يزال رعيل يستريح إلى
|
آذانه الصم عن سمع الأناشيد
|
أباك و احتضن الاصنام
في هوس |
من الهوى و رغيب جد مزهود
|
وضعت منذ قتلت الشرك في قفص
|
و من أحبك موضوع على القود
|
لكن من ولدوا بالنار ليس بهم |
خوف من الجمر إن أفضى بتهديد
|
يؤذي الحقيقة أن يطغى أبا حسن
|
زور على واقع بالعين مشهود
|
و أن يماري فريق أن مولدك
|
الميمون بالبيت في دحض و تفنيد
|
في حين أثبت هذا في وقائعهم
|
حشد المتون و آلاف الأسانيد
|
و ليس من عشق الظلماء مبتعدا
|
عن الشموس على وتر بمحمود
|
و كون وضعك ضمن البيت منقبة
|
و قد حبتك السما فيها بتأييد
|
لكن ذلك أحرى أن يكون به
|
للبيت فخر و عقد منه بالجيد
|
فأنت نفس رسول الله و هو بلا مراء
|
اثمن مخلوق و موجود
|
و ما الصخور و إن كانت مقدسة
|
بجنب كنز من الإبداع مرصود
|
أخذت دون بني الدنيا كرائمها
|
فليس مثلك عن بدع بمحسود
|
فالطير ما حط الا فوق شاهقة
|
غداة يغرق في نزع و تصعيد
|
و العين لا يصطبيها في تقلبها
|
إلا البريق و
إلا فتنة الخود |
و سوف تبقى بفرط الحب او صلف
|
في الحقد ما بين إطلاق و تقييد
|
فلست في حقد هذا غير منتبذ
|
و لست في حب هذا غير معبود |
و بين هذين أنماط تسددهم
|
عناية الله عن خبط و تعقيد
|
طفا غديرك عذب الورد يومىء
|
للعطاش أن ينهلو من خير مورود
|
لكن من ألف المر الذعاف
|
نبا به فم عن لذيذ الطعم يبرود
|
و بالمراض عزوف عن لذائذ ما يجنى
|
و رب عزوف غير مقصود
|
لكنه الدرب قاد السالكين الى
|
غاياته بين محظوظ و مجدود
|
و الحمد لله ان هدنا إليك على
|
وعي و منحة توفيق و تسديد
|
و ما تعثر شيء من ضوابطنا
|
كالخابطين لدى جمع و تفريد
|
خالوا التصاحب تبريرا يخولهم
|
أن يستوي الحكم في عاد و في هود
|
و الشمع و الشمس اضواء و ما استويا
|
إلا بفهم بليد الحسن مردود
|
قالوا ذروا ذكر من راحوا فما رجعوا
|
يوما و ما نفع زرع غير محصود
|
و للخلافة عهد راح و اختلفت
|
رؤى فما لخليل أو لنمرود
|
فغاظني أن يجيء الخبث في صور
|
بريئة رسمت في سوء مقصود |
فإنني لست ممن حط في دمن
|
أو من تحول عن جمع لتبديد
|
لكنني قد قرأت الناس من قيم
|
من دونها الكون فوضى في المقاليد |
في ان يميز من عاشورا بغفلتهم
|
ما بين من رفد
الدنيا و مرفود |
و أن يحدد للأخلاق موقعها
|
في أفق مطرد منها و مطرود
|
فالخير يبقى و يبقى الشر مطرد
|
التعريف ما غيرا يوما بتحديد |
و ظلت النغمات البكر رائعة
|
موصولة من بدايات لتأبيد
|
و ظلت النغمة النكراء ناشزة
|
و لو تغنى على مزمار داوود
|
أبا الحسين أتى عيد الغدير |
و بالدنيا مآتم لا تحصى بتعديد
|
فامسح بروحك ما بالروح من غمم |
فأنت في كل يوم عشته عيدي
|
يهز ذكرك وعيي إذ يمر به
|
مر السلاف بأحلام العناقيد
|
إني و إن عاشت الدنيا على ألق
|
حران من لهب الأحزان مكدود
|
اعيش منك بجنات مفوفة
|
و استظل بظل منك ممدود
|
و مذ حملتك في وعيي و في قلمي
|
رجعت منك بزاد غير محدود
|
و غرد الخضل و الغينان في قلمي
|
فالطرس يهتز من خصب و توريد |
و من تيمم روضا مشرقا ألقا |
فلا يكون لديه غير غريد |
أبا التراب و بعض الترب يحكمه |
سبخ و تربك حلو اخضر العود |
أنا عميد به اشدو هواه و هل
|
مر الغرام بقلب غير معمود
|
ذرني على صلة فالبعد قد يلد
|
السلو عن وطر بالقلب معقود
|
سفينتي لعبة الأمواج فاحد بها
|
أن تستوي بنهايات على الجودي
|
فأنت لي اينما شط المدى وطن
|
اعيشه رغم إبعاد و تشريد |
هذا رقيمك خطته هموم فتى
|
عن كهفك الشامخ القدسي مصدود
|
إني بسطت ذراعي حاملا أملا
|
أن انتهي لوصيد غير موصود
|