حكم وأشعار

غدير علي
ما عاف وحيك محرابي و لا عودي‏ ذكرا بفرضي و شدوا في أغاريدي
سجية في علي أن موقعه‏ من الشعور حضور غير مفقود
يممته أجتليه فانتهيت الى‏ طلع من النجم في معناه منضود
يا من إذا شذ ذهن عنه نبهه‏ و مض فبدل من نفي لتأكيد
و صوت الفكر و الإبداع يوقظه‏ و رب ذهن عن الابداع مسدود
فكيف عاطشة الأذهان‏ تعرض عن مصرد يرفد الأذهان بالجود
و مبدع مر بالدنيا فأنقها من سحره بكمال غير معهود
عزيمة كالحسام العضب ماضية و معيعة كدلال الخرد الغيد
و طلعة لم تزل للآن ناضرة و جبهة الدهر ملأى بالتجاعيد
وحالة تاقت الدنيا و ما و عدت‏ بمثلها رغم آلاف المواعيد
مر الخلود عليها فاستجار بها من الفناء فمنته بتخليد
مولاي هل تذكر الدنيا طلوعك‏ و الأيام غارقة في الحلك السود
و البيت و الكعبة الغراء مثقلة بواقع للهوى و الجهل مشدود
حتى أفاض بها النعمى و أكرمها رب السماء و أعلاها بمولود
فحط أصنامها عنها و قام بها عن التردي بأوحال التقاليد
و عندها قامت الظلماء عن قمر و بدل الشرك في الدنيا بتوحيد
و كان و البيد في صمت يمزقها أن جئت أروع لحن مر في البيد
لحن أطل على الدنيا فأطربها و ما يزال يناغيها بترديد
و ما يزال رعيل يستريح إلى‏ آذانه الصم عن سمع الأناشيد
أباك و احتضن الاصنام في هوس من الهوى و رغيب جد مزهود
وضعت منذ قتلت الشرك في قفص‏ و من أحبك موضوع على القود
لكن من ولدوا بالنار ليس بهم‏ خوف من الجمر إن أفضى بتهديد
يؤذي الحقيقة أن يطغى أبا حسن‏ زور على واقع بالعين مشهود
و أن يماري فريق أن مولدك‏ الميمون بالبيت في دحض و تفنيد
في حين أثبت هذا في وقائعهم‏ حشد المتون و آلاف الأسانيد
و ليس من عشق الظلماء مبتعدا عن الشموس على وتر بمحمود
و كون وضعك ضمن البيت منقبة و قد حبتك السما فيها بتأييد
لكن ذلك أحرى أن يكون به‏ للبيت فخر و عقد منه بالجيد
فأنت نفس رسول الله و هو بلا مراء اثمن مخلوق و موجود
و ما الصخور و إن كانت مقدسة بجنب كنز من الإبداع مرصود
أخذت دون بني الدنيا كرائمها فليس مثلك عن بدع بمحسود
فالطير ما حط الا فوق شاهقة غداة يغرق في نزع و تصعيد
و العين لا يصطبيها في تقلبها إلا البريق و إلا فتنة الخود
و سوف تبقى بفرط الحب او صلف‏ في الحقد ما بين إطلاق و تقييد
فلست في حقد هذا غير منتبذ و لست في حب هذا غير معبود
و بين هذين أنماط تسددهم‏ عناية الله عن خبط و تعقيد
طفا غديرك عذب الورد يومى‏ء للعطاش أن ينهلو من خير مورود
لكن من ألف المر الذعاف‏ نبا به فم عن لذيذ الطعم يبرود
و بالمراض عزوف عن لذائذ ما يجنى‏ و رب عزوف غير مقصود
لكنه الدرب قاد السالكين الى‏ غاياته بين محظوظ و مجدود
و الحمد لله ان هدنا إليك على‏ وعي و منحة توفيق و تسديد
و ما تعثر شي‏ء من ضوابطنا كالخابطين لدى جمع و تفريد
خالوا التصاحب تبريرا يخولهم‏ أن يستوي الحكم في عاد و في هود
و الشمع و الشمس اضواء و ما استويا إلا بفهم بليد الحسن مردود
قالوا ذروا ذكر من راحوا فما رجعوا يوما و ما نفع زرع غير محصود
و للخلافة عهد راح و اختلفت‏ رؤى فما لخليل أو لنمرود
فغاظني أن يجي‏ء الخبث في صور بريئة رسمت في سوء مقصود
فإنني لست ممن حط في دمن‏ أو من تحول عن جمع لتبديد
لكنني قد قرأت الناس من قيم‏ من دونها الكون فوضى في المقاليد
في ان يميز من عاشورا بغفلتهم‏ ما بين من رفد الدنيا و مرفود
و أن يحدد للأخلاق موقعها في أفق مطرد منها و مطرود
فالخير يبقى و يبقى الشر مطرد التعريف ما غيرا يوما بتحديد
و ظلت النغمات البكر رائعة موصولة من بدايات لتأبيد
و ظلت النغمة النكراء ناشزة و لو تغنى على مزمار داوود
أبا الحسين أتى عيد الغدير و بالدنيا مآتم لا تحصى بتعديد
فامسح بروحك ما بالروح من غمم‏ فأنت في كل يوم عشته عيدي
يهز ذكرك وعيي إذ يمر به‏ مر السلاف بأحلام العناقيد
إني و إن عاشت الدنيا على ألق‏ حران من لهب الأحزان مكدود
اعيش منك بجنات مفوفة و استظل بظل منك ممدود
و مذ حملتك في وعيي و في قلمي‏ رجعت منك بزاد غير محدود
و غرد الخضل و الغينان في قلمي‏ فالطرس يهتز من خصب و توريد
و من تيمم روضا مشرقا ألقا فلا يكون لديه غير غريد
أبا التراب و بعض الترب يحكمه‏ سبخ و تربك حلو اخضر العود
أنا عميد به اشدو هواه و هل‏ مر الغرام بقلب غير معمود
ذرني على صلة فالبعد قد يلد السلو عن وطر بالقلب معقود
سفينتي لعبة الأمواج فاحد بها أن تستوي بنهايات على الجودي
فأنت لي اينما شط المدى وطن‏ اعيشه رغم إبعاد و تشريد
هذا رقيمك خطته هموم فتى‏ عن كهفك الشامخ القدسي مصدود
إني بسطت ذراعي حاملا أملا أن انتهي لوصيد غير موصود
شبكة المعارف الإسلامية تهنئ المسلمين بحلول عيد الغدير الأغر أعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركة